30. jun, 2015

لا احد يجعل من الكرد احرارا سوا وحدتهم

في عمودي باللغة الهولندية الذي نشرته يوم الاثنين تطرقت الى التخاذل والأسف الذي ينتاب بعض الاكراد بسبب المواقف العربية والإسلامية العدائية تجاه الكورد والقضية الكوردية بما فيها حقوقهم في مدرج الحرية.
كان السبب الرئيسي لكتابة ذلك العمود هو كتابة احد اصدقاء الفيسبوك بان على الاكراد ان يعلموا بان العرب والمسلمين لم ولن يقفوا الى جانب الاكراد في حقوقهم وسيبقون على مواقفهم العدائية تجاه الاكراد وكوردستان ولذلك على الاكراد ان يديروا ظهرهم للعرب والمسلمين ويحاولوا مصادقة اسرائيل. انا لست أبدا ضد علاقات صداقة بين الكور وإسرائيل ان كانت العلاقات على مستوئ الاحترام والمساواة المتبادلة. لاني لاأفهم لماذا يتجنب الكورد علاقات دبلوماسية مع اسرائيل مع العلم لم تحتل اسرائيل شبرًا واحدا من كوردستان ولم تضطهد، تقتل ام تسجن اشخاصا من الشعب الكوردي. في حين ان العرب ، دول إسلامية والفلسطينيون أنفسهم يجلسون مع النظام الاسرائيلي ولهم سفارات منذ عشرات السنين في الاراضي المحتلة كما يسمونها. كتبت بالامس بان لي نوع من الغيرة من اليهود وكنت اتمنئ لو كان الكرد يعاملون اعدائهم مثل ما عامل اليهود أعداهم الذين حاولوا إذابة اليهود. اليهود طاردوا مجرمي الحرب بعد الحرب العالمية الثانية والئ الان (بعد اكثر من سبعين عام) لازالوا يطاردونهم. اما مجرموا الحرب العراقيون ومن ضمنهم الطيارين الذين استعملوا الأسلحة الكيمياوية ضد الكورد في حلبچة عام ١٩٨٨ فقد ساعدتهم بعض الشخصيات الكوردية للهروب الى الخارج وهم يتمتعون بحياة جميلة دون تأنيب الضمير وقد يكونوا هم (مجرموا الحرب العراقيين) الذين يخاف منهم بعض القادة الكرد ويرون بان العلاقات مع اسرائيل ستستخدم من قبل هؤلاء ضدهم وتكون بنظرهم خيانة عظمئ.
نعم انا افهم صديق الفيسبوك الذي يريد رفض العلاقات مع العرب والمسلمين. لان الدول العربية كافة والإسلامية كافة(عدا ايران) صمتت صمت القبور حين قتلت اسلحة صدام حسين الكيمياوية آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والحيوانات في حلبچة عام ١٩٨٨. ايران كانت الدولة الاسلامية والوحيدة التي بثت صور وافلام القتل الجماعي في كوردستان ليس لانها تحب الكورد. كلا، ايران تضطهد الكورد في شرق كوردستان بنفس الحقد والنذالة كالدول الاسلامية الاخرئ التي تستعمر كوردستان وتضطهد الكورد. لكن ايران استخدمت تلك الصور والافلام فقط ضد صدام وحكومتة لان هذا كان قد استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد قوات ايران مع رضاء و سكوت الدول العالمية بأسرها.
الذي لاأفهمه من صديق الفيسبوك بانه يعطي الانطباع بان الكورد ان صادقوا اسرائيل فان الصداقة مع اسرائيل قد تودي الى استقلال كوردستان. وهذا الذي اريد ان احذر منه لان الكورد ومنذ مئات السنين اجبروا ان يطلبوا المساعدة من الجوار(الجوار و هو المحتل الذي يضطهد أكراده داخل ما يسمئ بحدوده) في حربهم مع المحتل وفي الحروب الداخلية. اليهود الكردستانيون الذين رحلوا الى اسرائيل لازالوا يحبون كوردستان. هذا شي علينا ان نفخر به لان كثيرين من الاكراد كانوا يعاملونهم معاملة سيئة قبل رحيلهم. قي بداية السبعينات من القرن الماضي هرب الكثير من اليهود العراقيون بطريق جبال كوردستان. في ذلك الوقت ساعدهم القائد الكوردي ورئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني آنذاك ملا مصطفئ بارزاني. ذلك القائد حاول ان تكون للكورد اتصالات مع اسرائيل ولكن بعض الوثائق على تلك الاتصالات استخدمت من قبل بعض الاكراد ضدة وكأن ذلك القائد قد اجرم ضد كوردستان وكأنه قام بجريمة عظمئ.
صحيح بان رئيس الوزراء الاسرائيلي قال علنا بانه يوئيد إقامة كوردستان مستقلة وعلى الكورد في كل أجزائها الاستفادة من هذه الخطوة. لكن على الكورد ان لا ينسوا بان حربهم للاستقلال هي في طريق وعر ومسدود وأنهم فقط بوحدتهم الداخلية، الكوردية يستطيعون ان يفتحوا ذلك الطريق. انا في الحقيقة لست متفائلا لان الدول التي تقتسم كوردستان كلها دول مسلمة و رئيس أكبر واقوى دولة مسلمة ورئيس حزبها، حزب العدالة، سيحارب اي كوردي يريد إقامة دولة كوردية على حدود دولته التركية. خارج الحدود التركية و ليست في داخل حدود تركيا. ان كان هذا اشرف سني و اقوئ مسلم سني في العالم فماذا نقول حول الدواعش.
وأريد ان أعيد الى الاذهان بان وزير الخارجية الامريكي في أعوام السبعينات هنري كسينجر وهو يهودي كان المخطط لاتفاق الجزائر المشؤوم عام ١٩٧٥. في ذلك الاتفاق قرر شاه ايران سد حدوده بوجه الثورة الكوردية مقابل بعض مياه شط العرب الذي وعده بها صدام وبذلك اجبر الكورد اما الى الاستسلام لصدام او المكوث في ايران كلاجئين. ورحل كثيرين الى اوطان اخرئ. حسنا لنفترض بان الشاه كان عميل أمريكا والغرب. بعده جاء أية اللة امام خوميني. ماذا فعل ذاك الرجل، الأشرف مسلم شيعي؟
لا اريد ان أقول بان كسينجر عمل ذلك لانه كان يهوديا، كلا هو نفذ السياسة الامريكية كأمريكي وأمريكا التي تحارب الان داعش لاتزال ترفض ليس فقط دوله كوردية ولكن ترفض تسليم المساعدات مباشره الى الاكراد لمحاربه الاٍرهاب وكذلك ترفض شطب الاكراد من قائمه الاٍرهاب في الوقت الذي تساعدهم في محاربه الاٍرهاب .